Diberdayakan oleh Blogger.
RSS

Pendidikan Islam

التربية الإسلامية وفلاسفتها
تأليف
محمد عطية الأبراشى
صفحة 22- 25
الفضل الثانى
أغراض التربية الإسلامية

1- التربية الخلقية :
                                إن التربية الخلقية هى روح التربية الإسلامية , وقد أجمع الإسلام على أن التربية الخلقية هى روح التربية الإسلامية , والوصول إلى الخلق الكامل هو الغرض الحقيقى من التربية. وليس معنى هذا  أن نقلل من العناية بالتربية الجسمية أو العقلية أو العلمية أو العملية , بل معناه أن نعنى بالتربية الخلقية كما نعنى باللأنواع الأخرى من التربية  : فالطفل فى حاجة إلى  قوة فى  الجسم والعقل والعلم والعمل , وتربية الخلق والوجدان والإرادة والذوق والشخصية .
وقد اتفق علماء التربية الإسلامبة على أنه ليس الغرض من التربية والتعليم حشو أذهان المتعلمين بالمعلومات, وتعليمهم من المواد الدراسية مالم يعلموا , بل الغرض أن نهذب أخلاقهم , ونربى أرواحهم ,وثبت فيهم الفضيلة , ونعودهم الآداب السامية , ونعدهم لحياة كلها إخلاص و طهارة . فالغرض الأول والأسمى من التربية الإسلامية تهذيب الخلق , وتربية الروح. وكل درس يجب أن يكون درس أخلاق. وكل معلم يجب أن يراعى الأخلاق. الدينية قبل أى شيئ آخر. والأخلاق االدينية هى الأخلاق المثالية الكاملة . والخلق النبيل عماد البربية فى الإسلام.
2- العناية بالدين والدنيا معا :
لم يكن أفق الإسلام ضيقا في النظر إلى أغراض التربية , فلم يقصر التربية على الناحية الدينية  , ولم يقصرها على التربية الدنيوية , بل نادى الرسول الكريم حاثا كل فرد من الأمة الإسلامية – بالعمل لدينه و دنياه معا , خيث قال: " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا . واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " . فلم يفكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وحدها أو الدين وحده , ولكنه فكر في العمل لهما معا بدون إهمال للعالم الدنيوى أو العالم الدينى .
3- - العناية بالنواحى النفعية :
 كما عنيت التربية الإسلامة بالنواحى الدينية والخلقية والروجية في التربية والتعليم لم تهمل العناية بالنواخى النفعية فى معاهدها و مناهجها. ويتضح هذا الغرض من كتاب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى الولاة : أما بعد فعلموا أولادكم السباحة والفروسية , ورووهم ما سار من المثل , وما حسن  من الشعر ".
فعمر يأمر بتعليم الأولاد السباخة والعوم, والفروسية , والرياضة البدنية , والمهارة الحربية , والعناية باللغة العربية , ورواية الأمثال السائرة, والشعر الحسن .
وإن  أثر علماء اللإسلام فى النهضة العلمية لايستطيع أن ينكره إلا كل مكابر متعصب .
قال "مونرو " قى كتابه "تاريخ التربية " : "ففى الطب والجراحة وعلم العقاقير والفلك, وعلم وظائف الأعضاء , وصل المسلمون إلى اختراعات هامة , واختراعوا ساعة البندول , وعلموا أوروبة استعمال البوصلة والبارود ".
   فالتربية الإسلامية لم تكن كلها دينية وخلقية وروحية , ولكن هذه الناحية كانت مسيطرة على الناحية النفعية. ولم تكن فى أساسها مادية, بل كانت المادة أو كسب الرزق أمرا عَرضيا فى الحياة , ولم يقصد الكسب لذاته , بل كان أمرا ثانويا فى التعليم . وقد كان من رأي الفارابي وابن سينا و إخوان الصفا أن الكمال الإنساني لا يتحقق إلا بالتوفيق بين الدين والعلم .
4- دراسة العلم لذات العلم .
كان طلاب العلم من المسلمين يدرسونه لذاته , فهو فى نظر هم ألذ شيئ فى الحياة , والإنسان محب للاطلاع بفطرته . لهذا عنى فلاسفة الإسلام بدراسة كثير من العلوم والآداب والفتون و ليشبعوا ما لدى الطالب من ميل فطرى إلى حب الإطلاع والمعرفة. وهذه هى التربية المثالية حيث يدرس الطالب العلم لذات العلم , والأدب لذات الأدب , والفن لذات الفن , لأن فى هذا لذة علمية أو أدبية أو فنية لا نظير  لها . قال الحاج خليفة فى كشف الظنون :
والعلم ألذ الأشياء و أفضلها . وقال فى موض آخر : ليس الغرض من الدرس تحصيل الرزق  فى هذه الدنيا , ولكن الغرض الوصول إلى الحقيقة , وتقوية الخلق . وهو يعنى الوصول إلى الحقيقة العلمية والخلق الكامل .
فالتربية الإسلامية كانت مثالية تطالب بالعلم لما فيه من لذة روحية , للوصول إلى الحقائق العلمية , والأخلاق النبيلة. وإن من ينظر إلى ما خلفه المسلمون من تراث علمى و أدبى و دينى وفنى  يجد أمامه ثروة خالدة لا نظير لها فى العالم كله , تدل على شدة تعلقهم بالعلم لذاته , والأدب لذاته , والفن لذاته . وليس معنى هذا أنهم أهملوا التعلم لكسب الرزق كلية . ويتبين هذا من الغرض التالى :
5- التعليم المهنى والفنى والصناعى لكسب الرزق :
لم تهمل التربية الإسلامية إعداد كل فرد لكسب رزقه فى الحياة , بدراسة بعض المهن والفنون والصناعات والتدرب عليها . ويظهر هذا الغرض واضحا من قول ابن سبنا : " إذا فرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة نظر عند ذلك إلى ما يراد أن تكون صناعته فيوجه لطريقه ".
ويعد إعدادا مهنيا أو فنيا أو صناعيا حتى يجيد مهنة من المهن , أو فنا من الفنون , أو صناعة من الصناعات , ختى يتمكن من كسب رزقه , ويحيا حياة شريفة مع المحافظة على الناحية الروحية الدينية .
فالتربية الإسلامية كانت خلقية غالبا , ولكنها لم تهمل إعداد الفرد للحياة , وكسب العيش والرزق , ولم تنس تربية الجسم و العقل والقلب والوجدان والإرادة والذوق واليد واللسان والشخصية .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 komentar:

Posting Komentar